اليوم العالمي لحقوق الإنسان 2020

في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، تم اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذا اليوم بالذات، أي قبل 72 سنة، اعتمد الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

لقد أثبت أن عام 2020 عام صعب بالنسبة لحقوق الإنسان. والواقع أن وباء كوفيد 19 كشف بالفعل أفضل وأسوأ ما في الإنسانية. رغم الدمار الذي أحدثه هذا الفيروس، يمكن أن يمثل بصيصاً من الأمل، فرصة للبشرية لإعادة بنائها أقوى وأفضل من قبل ذلك. تدعوا الأمم المتحدة إلى بذل جميع جهود الإنعاش، سواءً كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية بطريقة تعطي الأولوية لحقوق الإنسان.

في عام 2020، شهد العالم ارتفاعاً في جرائم عنصرية تعبر عن كراهية الآخر. يلاحظ كذلك ارتفاعا في شدٌة التمييز بين الناس على أساس العرق والدين و الجنسية. والواقع أن المزيد والمزيد من مرتكبي هذه الجرائم يعملون ليس فقط على الإنترنت بل وأيضاً خارجه.
إن النهضات مثل “حياة السود تشكل أهمية كبرى” تشكل دليلاً على أنه حين تندمج الثقافات المختلفة في الكفاح من أجل الإنسانية، فمن الممكن أن يثبت المجتمع الدولي أن قوة الشعب أقوى من قوة ممتلكين السلطة، ولكي يتحقق ذلك، يتوجّب احترام التنوع الثقافي في مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة للتدابير التي اتخذتها بلدان مختلفة لتحدي هذا الوباء، تم إغراق مجتمعات بأكملها في محنة اقتصادية ضاعف كل التمايزات الاجتماعية التي تواجه العالم. فقد حرم هذا المرض الرجال والنساء والأطفال من العديد من حقوقهم الأساسية. ومن الامثلة على ذلك الحق في التعليم؛ يمكن للعائلات ذات الظروف الاجتماعية الجيدة فقط الاستمرار في الدراسة عن بعد. كما حُرِم الحق في الرعاية الصحية أيضاً لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل ثمنه. زيادة عن ذلك، عانت البلدان التي تتمتع بموارد قليلة أيضاً بسبب فشلها في تكييف قدراتها مع الزيادة الهائلة في معدلات الإصابة بالعدوى.

إن المجتمع الدولي لديه القدرة على تنمية بيئة عالمية تحترم و تحقق حقوق الإنسان للجميع. إن مبادرات بناء السلام المستدامة تشكل ضرورة أساسية لضمان التضامن العالمي. ومن أجل خير الناس الذين فقدناها، ومن بين الذين ما زالوا موجودين بيننا وبين الأجيال المقبلة، يجب على المنظمات الحكومية وغير الحكومية المتعددة، والدول ذات السيادة، والمجتمعات المحلية، والأفراد أن يقوموا بتدابير أفضل من تلك المعمول بها حاليًا.